القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة مدينة النحاس والقماقم السليمانية الجزء السادس - من اروع قصص التاريخ _ فيها من العبر والحكم والعجائب والغرائب |شامل للمعلوميات|



قصة مدينة النحاس والقماقم السليمانية الجزء السادس - من اروع قصص التاريخ _ فيها من العبر والحكم والعجائب والغرائب |شامل للمعلوميات|


قصة مدينة النحاس والقماقم السليمانية الجزء السادس - من اروع قصص التاريخ _ فيها من العبر والحكم والعجائب والغرائب |شامل للمعلوميات| 


قال فلما حضرت بين يدي سليمان عليه السلام قابلني علي سوء فعلي واخذ هذا العمود ونقره وجعلني فيه وختم علي بخاتمه فلما ختم علي قيدني وحملني الدمرياط الي هذا المكان وانزلني ههنا كما تراني وهدا العمود سجني الي يوم ما شاء الله وقد وكلني ملكا عظيما حفظني في هدا السجن وانا على هدا الحال كما تراني معذب فيه .




قال الراوي فتعجب القوم منه ومن هول خلقته قال الامير موسي [قل له يا عبد الصمد من اين يأكل ويشرب ؟ فقال الجن لا نأكل ولا نشرب اكلنا وشرابنا السموم والنار والملائكه اكلهم وشرابهم التسبيح والتقديس والتكبير فعند ذلك قال الامير موسى لا الاه الا الله ! لقد اعطي سليمان ملكًا عظيماثم قال الامير موسى للشيخ الدليل اساله عن القماقم السليمانية اين تكون وعن الطريق الى مدينة النحاس قال له الشيخ عبدالصمد يا هدا نسالك عن شي تخبرنا عنه ؟ 



قال العفريت سل عما شئت 

قال ههنا في هذا المكان من العفاريت المحبوسة في قماقم النحاس من عهد سليمان عليه السلام ؟ 

قال نعم ، في بحر الكركر وعنده قوم من نسل نوح عليه السلام وارضهم ما بلغ اليها احد من العالمين من عهد الطوفان وهم منفردين هناك عن بني ادم 

قال فاين الطريق الي مدينة النحاس والموضع الذي فيه القماقم وكم مقدار المسافة التي بيننا وبينها ؟ 

قال عن شمالك سر فلم تر طريقا غيره الى مدينة النحاس ومن مدينة النحاس الى الموضع الذي تريد قريب 




فتركوه القوم وصاروا متعجبين من ذلك وما زالوا سائرين ليل نهار الا وقد لاح لهم بالافق سواد عظيم وفيه نارين متقابله على بعد في ذلك السواد فقال الامير موسي لطالب ابن سهل ما هذا السواد العظيم والنارين المتقابلتين ؟ 

قال له طالب ابشر ايها الامير فهذه مدينة النحاس وهذه صفتها عندي في كتاب المطالب ان صورها من الحجارة السوداء ولها برجين من النحاس الاندلسي الاصفر تشرق مع نور الشمس كالمصباح فيرا الناظر انهما نارين متقابلتين ومن اجل دلك سميت مدينة النحاس




قال ولم يزالوا سائرين حتى وصلوا اليها واذا هي عاليه حصينه شاهقه في الهواء منيعة علو اسوارها تمانون دراعًا ودورها خمس وعشرين فرسخا فوقف القوم مقابلها وجهدوا علي ان يعثرو ويعرفوا لها بابا من ابوابها فلم يقدروا 

قال الامير موسي لطالب ابن سهل ما اري لهذه المدينة بابا ياموسى

قال ايها الامير هكذا صفتها عندي في كتاب المطالب ، بان لها خمسة وعشرون بابا ولا يفتح لها باب الا من داخل المدينة 

قال الامير موسي لطالب فكيف السبيل في الدخول اليها ونتفرج على عجائبها ؟ 

فقال : نستريح يوم يومين ثلاثة وندبر حيلة في الوصول اليها


قال فنزلوا في مقابلها واقبل الامير موسي علي بعض اصحابه وقال اركب جملك ودُر حول هذه المدينة وانظر عسي ان تري اقصر من هذا الموضع الذي نحن مقابله يكون بدونه او ترى موضعا قد وقع فندخلها ان شاء الله تعالي منه 


قصة مدينة النحاس والقماقم السليمانية الجزء السادس - من اروع قصص التاريخ _ فيها من العبر والحكم والعجائب والغرائب |شامل للمعلوميات| 



قال فركب صاحبه راحلته واخد معه ما يكفيه من الماء والزاد ودار حول المدينة يومين وليلتين سيرا حثيثا لا يريح دابته ولا يستريح فلم يراها الا ابرج مشيدة واسوارا عالية كانها قطعة واحدة لا نقب فيها ولا تسليق اليها وفي اليوم الثالث وصل وهو ذاهل العقل مندهش مما راي ...فقال له الامير موسي أخبرني ما الذي رأيت ؟ 

قال ايها الامير ان اهون ما في هذا السور المكان الذي نحن فيه -- لقد حوت من حسن بناوها وعمارتها وعلو ابراجها وتشيد اركانها شيء عجيب ! 




قال فعند ذلك نهض الامير موسي واخذ معه الشيخ الدليل وصعد الى اعلى الجبال التي تشرف على المدينة واخذ ينظر اليها فلما صارا على اعلى الجبل شاهدا بلدا لم تري العيون احسن منها فيها دور شامخات وقصور عاليات وابراج ساميات وانهار جاريات واسواق مقسمات و مربعات وهي خامدة خالية لا انس فيها ولا انيس ولا حس ولا حسيس الا صفير البوم في اجنابها وصياح الطيور في عرصاتها وقد امنت النوايب واطمانت من المصائب فدورها تندب علي ما كان فيها وقصورها تبكي على من كان بانيها 


فوقف الامير موسي وتعجب من بنيانها ومن خلوها من السكان وعدمها القطان فقال سبحان من لا يخشي ريب المنون ولا تغيره السنين والدهور ! 



قال فبينما هو يسبح الله تعالي ويقدسه اذا به ينظر الى قرنة الجبل الذي يقابل المدينة ، واذا بسبعة الواح من الرخام الابيض وقد نقش فيها كلام مليح ونظام صحيح ولفظ فصيح فيه وعظ وعبر واعتبار لذوي العقول والابصار 

قال الامير موسي للشيخ عبد الصمد تقدم ياشيخ واقرأ لي ما علي هذه الالواح لعل يكن فيها شيئا نستدل به على فتح المدينة 

فدنا الشيخ وقرأ ما على اللوح الاول واذا عليه مكتوب 

« يا ابن ادم ما اغفلك عن امر هو امامك ؟ قد الهتك عنه سنينك وايامك وشهورك واعوامك وكاس المنية لك مترعا وانت عما قليل من الدنيا منتزعا فانظر لنفسك قبل حلول رمسك اين الملوك الذبن ملكوا البلاد واذلوا العباد وبنوا القصور والدساكر وقادوا الجيوش والعساكر ؟ نزل بهم هاذم اللذات المفرق بين الجماعات وخليت منهم المنازل العامرة فرحلوا من سعة القصور الى ضيق القبور .» 

ثم قرا ما عليه من الابيات الشعرية


قصة مدينة النحاس والقماقم السليمانية الجزء السادس - من اروع قصص التاريخ _ فيها من العبر والحكم والعجائب والغرائب |شامل للمعلوميات| 



اين الملوك ، ملوك الشرق اذ عـمـروا .... قد فـارقـوا ما بنوا رغماً وما عمّروا 

فاصبحوا في الثرى رهنا بما كسبوا .... واصبحوا رمـما في الارض وقد دثروا 

اين العساكر ما ردت وما نفـعـت .... ايـن الذين جمـعوا لـلمال وادّخروا 

اتــاهُـمُ امر رب العرش في عـجل .... لـم يـنـجـهم منه لا مال ولا نـفـروا


فصعق الامير موسي من هول ما سمع ورئى وجرت دموعه على خديه واحضر دواه وكتب ما على اللوح تم تقدم الشيخ عبد الصمد الي اللوح الثاني واذا عليه مكتوب 

« يا ابن ادم ما اغرك بالامل وما الهاك عن حلول الاجل ؟ الم تعلم ان هده الدار ما لاحد فيها قرار وانت ناظر اليها ومنهمك فيها ؟ اين الملوك الدي عمروا العراق وملكوا الافاق ؟ اين من عمر اصفهان واسس بلاد خراسان ؟ دعاهم والله داعي المنايا فاجابوا وناداهم منادي الفنا فغابوا وما نفعهم ما بنوا وشيدوا ولا رد عنهم ما جمعوا وعدوا »


 

ثم قرأ ما عليهم من الابيات يقول :

ايـن الذي بـنـَوِا الـعـراق ومـُدْنـه .... وبنُوْا الحصون مَزِيْنة الاركان 

اين الاكـاسـرة العـتاة ومـلـكــهم .... تركـوا البـلاد كانهم ما كانوا 

جمعوا العساكر والجيوش مخافـة .... من هادم الـلـذات ثـم اهـانوا 




فلما سمع الامير موسي هذا الكلام بكى بكاءًا شديدا وقال والله لقد خلقنا لامر عظيم ! ثم كتب ما عليه ودنا الشيخ عبد الصمد من اللوح الثالث واذا عليه مكتوب 

« يا ابن ادم انت بعيشك لاهي وعما يراد بك ساهي كل يوم من عمرك ماضي وانت بذلك قانع وراضي فقدم الزاد ليوم المعاد واستعد لجواب رب الارباب» وعليه مكتوب

اين الذين عمروا البلاد باسرهـا .... هـندا وسـندا اذ عـتوا وتجبروا 

والزنج والحبشان جمعا والبـُجا .... والنوب لما ان طغوا واستكبروا 

افناهـمُ الـموت المـفـرق للـورى .... لم ينجـهم ما شـيدوه وعـمروا 

ماتوا ولا احد يـخـبـّر عـنـهُـمُ .... هيهات ان ياتِيْ الينا مخبـروا


قصة مدينة النحاس والقماقم السليمانية الجزء السادس - من اروع قصص التاريخ _ فيها من العبر والحكم والعجائب والغرائب |شامل للمعلوميات| 



قال صاحب الحديث فاستحسنه الامير موسي وكتبه ، ودنا الشيخ عبد الصمد من اللوح الرابع واذا عليه مكتوب 

« يابن ادم كم ينهاك مولاك وانت غائص في بحر هواك ! كل يوم فضله اليك وارد وشرك اليه صاعد ! قد شغلتك الذنوب والمعاصي ونسيت يوم العرض علي مالك النواصي ، فاستحي ممن يراك ولا تراه ، ولا تعطي الشيطان مناه وكأني بك وقد قيل فلان قد مات فتصبح على ما فرطت في جنب الله ندمان » وتلى عليه هذه الابيات



اين الذي عمروا القلاع ومـدْنها .... وقـصـورها المعـمـورة الحسناتُ 

اين الذين بَـنَوِا المدائن والقـرى .... ذهبوا فصاروا في التراب رفاتُ 



من بعد ما عمروا الجزاير كلها .... لعبت بـهمْ ايدي المنية فماتـوا 

فالعـيـش نوم والمـنيـة يـقـظـة .... والدهـر في اوقــاتـه اوقــــات 

كم من اناس كنت آلف قربهم .... فسألت عنهم قيل لي قد ماتوا 


قال صاحب الحديث فغشي على الامير موسى من هول ما سمع وتعجب غاية العجب وكتبه ودنا الشيخ عبد الصمد من اللوح الخامس وادا عليه مكتوب 



« يا ابن ادم ما الدي يلهيك عن طاعة خالقك ومنشيك الذي غداك صغيرا ورباك كبيرا وانت تجحد نعمته وهو بلطفه ناظر اليك وبفضله يسبل ستره عليك ؟ فلا بد لك من ساعة امر من الصبر واحر من الجمر فاستعد لها ممن يحلي مرارتها ويطفي جمرتها واذكر ممن خلت من قبلك من الامم والقرون واعتبر بها قبل ان يهلكك الله!» وتلى عليه هذه الابيات المكتوبة 



اين الملوك ، ملوك الغرب وقـد ذهــوا .... واصبحوا بعد طيب العيش فد نكبوا 

كـان اذا ركـبـوا يـومـاً تـرى لــُهـمُ .... عـسـاكـراً تـمـلأ الـدنيــا اذا ركبـوا 

وكـم من ملوكـاً اذلوا فـي زمـانهم ..... وكـم جـيـوشـاً ابـادوها وكـم غـلبوا 

فـجاءهم حكم رب العرش في عجل .... فاصبحوا في الثرى رهناً بما كسـبوا 




قال صاحب الحديث فتعجب الامير موسي من ذلك وكتبه ودنا الشيخ عبد الصمد من اللوح السادس واذا عليه مكتوب 

« يا ابن ادم لا تظن ان السلامه تدوم وملك الموت على راسك يحوم اين اباك ؟ اين اخوانك ؟ اين احبابك وخلانك ؟ 

صاروا كلهم الي رمس القبور وقدموا على العزيز الغفور كانهم لا اكلوا ولا شربوا وهم رهنًا بما كسبوا فانظر الى نفسك قبل حلول رمسك !» وعليه هده الابيات :



اين الملوك مـلوك افـرنـجـه .... اين من كان ساكن في طنجه 

اعمالهم قد كتبت في كتاب .... تاتي للواحـد الـمهين حجه 


قال الراوي وتعجب الامير موسي من ذلك وكتب ما عليه وقال لا اله الا الله ! ما كان احسن يقين هؤلاء القوم ! ودنا الشيخ عبد الصمد من اللوح السابع واذا عليه مكتوب 


قصة مدينة النحاس والقماقم السليمانية الجزء السادس - من اروع قصص التاريخ _ فيها من العبر والحكم والعجائب والغرائب |شامل للمعلوميات| 



« سبحان من حكم بالموت على سائر خلقه وهو حي لا يموت ! يا ابن ادم لا تغرنك ايامك ولداتها وساعاتك وطيب اوقاتها واعلم ان ملك الموت اليك قاصد وعلى كتفك قاعد وما من يوم الا ويصحبك فيه مساً وصباحاً واليك ينظر غدوا ورواحا ، فاحدر هجمته واستعد لوثتبته فكاني بك وقد سلبت طيب حياتك ومنعت لذة اوقاتك فاسمع مقالي واثق بمولي الموالي واعلم ان الدنيا ما بها ثبوت وهي كبيت العنكبوت وكل من فيها يزول ويموت ويفوت -- وتلى عليه هذه 

اين من اسس امد وبناها وبنا فارقين 

اين اهل الحصون مذ سكنوها وتخلوا عنها كمن قد تخلا ؟

نزلوا بعد عمرهم في قبور .... سلبوا في الثري ونحن بعدهم سنبلي

ليس يبقى سوي الله تعالي فهو الاله الغفور.


لقراءة الجزء السابع من القصة المشوقة اضغط هنا


فالختام نشكركم على زيارتكم لنا في مدونة شامل للمعلوميات، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



‏​​​