قصة مدينة النحاس والقماقم السليمانية - من اروع قصص التاريخ _ فيها من العبر والحكم والعجائب والغرائب |شامل للمعلوميات|
قال فمضي الرسول الي سليمان واعلمه بذلك فقامت قيامته واخذ يتخبط وبدت لحيته وثارت عزيمته
قال وجمع الانس والجن والوحش والطير وامر سليمان عليه السلام ملك الوحش وهو الاسد ان يجمع الوحوش من كل البراري والقفار فاجتمع منهم ما لا يحصى عددهم الا الله تبارك وتعالي
ودعا بملك الطيور وهو العقاب وامره ان يجمع جميع الطيور والجوارح
ثم امر وزيره الدمرياط ان يحضر الجن والشياطين والعفارته والمرده فاحضر منهم الف الف
وامر اصف بن برخيا ان يحضر عساكر الانس فاحضر منهم الف الف
وركب سليمان عليه السلام البساط واخذ وزيره اصف ابن برخيا عن يمينه والدمرياط عن شماله وسار الطير على راسه طائره والانس والجن بين يديه سيارة
قال ولم يزل كذلك الي ان وصل الي جزيرتنا ونزل ناحية منها فملأ بجنوده الارض وارسل سليمان ابن دوود الى ملكنا رسولا وكان من الهند البيض كأنه القمر الطالع في هيئته الي ملك الجزيره وقل له.. ها انا قد اتيتك فادفع عن نفسك ما قد نزل بك ان استطعت !
وان لم تدخل تحت طاعتي وتسمع كلامي وتكسر صنمك وتقول واهلك واهل بلادك لا اله الا الله وان سليمان نبي الله والا فرد عنك هده الجنود التي اتيتك بها فان ابيت فما ينفعك تحصنك في هذا البحر بل اني امر الريح ان يحملني اليك في وسط الجزيرة
قال فمضى الرسول اليه واعلمه بما قال سليمان عليه السلام فقال الملك للرسول قل لسليمان اني خارج اليه واعلمه اني قادم عليه وقد يفسح لي في الارض فاني قادم عليه في غداة غدٍ ومعول على لقائه
قال فعاد الرسول الي سليمان عليه السلام واعلمه بجواب الملك ففسح سليمان عليه السلام لهم في الارض
قال فعند دلك جاء الملك الي وسجد بين يدي فقلت له ارفع راسك وامر عسكري من الجن ان يقاتلوا معه ويظهروا له عيانا فجاه من البحار والبراري والقفار فاجتمع منهم خلق كثير واحضر الملك عساكره ومواكبه فاجتمع له من الانس والجن ما لا يحصي عددهم ولا يعد.
قال وخرجنا الي ظاهر الجزيره في امم لا تحصي ولا تعد واما ما كان من امر سليمان عليه السلام فانه قد امر الوحوش والسباع ان تنقسم عن يمين القوم وعن شمالهم وامر الطير ان يكونوا من فوق رؤوسهم وقال لهم ادا رايتمونا وقد حملنا عليهم انقروا اعينهم واضربوا باجنحتكم وجوههم ولا تدعوا منهم احدا قالوا سمعا وطاعه لله ولك يا رسول الله ثم امر سليمان عليه السلام بساطه ان تحمله الريح وجعل وزيره الدمرياط الى جانبه الايسر واصف ابن برخيا الى جانبه الايمن وملوك الجن عن شماله وملوك الانس عن يمينه والهوام والحيات والافاعي امامه وزحفنا نحن اليه وصرنا على ارض واحدة ولم يزال لذلك يومين وفي اليوم الثالث وقع البلاء ونفذ القضاء وكان اول من برز بين الصفين انا وطلبت المبارزة ...
قال واذا قد خرج الي الدمرياط وزير سليمان عليه السلام كأنه الجبل العظيم في هامته فغلبت سمومه على سمومي وصرخ بي صرخة عظيمة فخيل الي كأن السموات قد انطبقت على الارض وتزلزلت الجبال من عظيم صرخته وامر اصحابه فحملوا علينا حملة واحدة وحملنا عليهم وتصارخنا علي بعضنا البعض وارتجت الارض واشتعلت النيران وعلا الدخان وكادت قلوب الانس ان تنفطر واشتدت الحرب علي ساق وبقت الجان الطياره تقاتل في الهواء والسيارة يقاتلون في الثري وانا في قتال الدمرياط وقد اعياني واضعفني فوليت من بين يديه هاربا مدبرا غير مقبل
قال فولت عساكري من بعدي واندفعت عشائري منهزمه فصاح سليمان عليه السلام خدوهم وخدو هدا الملك الدميم والشيطان الرجيم !
وحملت الوحوش والسباع على عساكرنا حملة واحدة ميمنه وميسره والطير فوق روسنا تنقر اعيننا وتضرب باجنحتهم وجوهنا وجميع الوحوش تنهش لحومنا ولحوم خيولنا فاهلكونا عن اخرنا ولم يبق منا احدا
قصة مدينة النحاس والقماقم السليمانية - من اروع قصص التاريخ _ فيها من العبر والحكم والعجائب والغرائب |شامل للمعلوميات|
قال واما انا فاني هربت من بين يدي الدمرياط فاتبعني مسيرة ثلاثه شهور حتي لحق بي وقد وقع مني التعب ما وقع فانقض علي كالسبع وهو يزأر واسرني فقلت له بحق الذي اعزك واذلني ابقي علي وخذني الي بين يدي سليمان .
لقراءة الجزء السادس من القصة المشوقة اضغط هنا
فالختام نشكركم على زيارتكم لنا في مدونة شامل للمعلوميات، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
